ليتها تعود

ايام جميله مرت علينا ولم ندرك طعمها الا بعد ان فقدناها .ايام كان همنا الاوحد فيها ان ننام مبكرا لكي نستيقظ مبكرا ونرتدي الثوب المكوي والكرافته وكارنيه المدرسه الذي يوضع علي الصدر ونرفع علي اذرعنا الشنطه الثقيله الممتلئه بالكتب والكشاكيل وناخذ السندوتشات ونضع الزمزميه داخل الثلاجه للاستمتاع بطعمها الرائع بين الحصص والحصص ونخرج الي الشارع لتجد اسراب وافواج من التلاميذ ذاهبين كلهم صوب هدف واحد وهو المدرسه ونهرول سريعا للدخول اليها والوقوف في الصف الاول لحضور الطابور الصباحي ونحني ننشد النشيد الوطني العتيق( بلادي بلادي ...لكي حبي وفؤادي) ونحن في منتهي السعاده حتي تاتي تحيا العلم فنقف كلنا كالبنيان المرصوص ونقول باعلي صوت لنا( تحيا جمهوريه مصر العربيه) ونصعد الي الفصول ونأخد الحصص بانتباه شديد نركز مع الابله او الاستاذ حتي لاتهرب منا جزئيه ما نتحصر عليها يوم الامتحان .ويضرب جرس الفسحي فنخرج مسرعين تجاه الحوش المدرسي لاستغلال كل ثانيه في الفسحي لكي نلعب كره قدم او استغمايه وبعدها ندخل الفصول وغالبا ما نكون منهمكين من التعب حتي ينتهي اليوم ونرجع الي البيت الذي هو في اهبه الاستعداد وكاننا في معسكر وناخد قسط من الراحه ونستيقظ كي نذاكر ما اخذناه صباحا

ايام رائعه وذكريات جميله ليتها تعود وهي ايام الدراسه رغم اننا في قمه الغضب منها ونحن فيها والان نترحم علي هذه الايام التي اصبحت ذكره جميله في خضم الحياه